بين استقلال وإقالة: حكاية فرع يرفض الانسحاب
رياض مصطفى الرايس
12/4/20241 min read
هناك فرق شاسع بين الاستقلال الحقيقي والاستقلال المزيّف، بين القرار الذي ينبع من إرادة جماعية حرة، والقرار الذي يُفصّل في الظل ليرتدي ثوب الشرعية. وما يحدث اليوم في الجمعية الأم، وفي علاقتها بأعضاء و منخرطي فرع الدار البيضاء/سطات تحديدًا، هو نموذج حيّ لهذه المفارقة الساخرة.
صناعة القادة: رواية بلا جمهور، بنكهة الخذلان
منذ البداية، بدا واضحًا أن هناك مخططًا مُعدًا مسبقًا. تسريبات عن "تعيين" رئيس جديد لفرع الدار البيضاء/سطات، دون دعوة إلى جمع عام استثنائي، ودون احترام القانون الأساسي للجمعية، ودون حتى استشارة الأعضاء المعنيين بالأمر. كأن الأمر يتعلق بعقد خاص بين أطراف خفية، بعيدًا عن أنظار من يُفترض أنهم أصحاب القرار الحقيقيون.
لكن القصة لم تنتهِ هنا. بل أُضيفت إليها حبكة جديدة: الشخص الذي أُشير إليه كخليفة لي، كان ذات يوم مرشحًا لنفس المنصب قبل أن يتم اختياري من قبل الجمعية الأم دون علمه. واليوم، يُعاد تقديمه كخيار مثالي و هو كذلك، ولكن بطريقة لا تخلو من الإهانة للمبادئ الديمقراطية نفسها.
ما يزيد المشهد عبثية وخيبة أمل هو موقف هذا الشخص الذي كنت أعتبره شريكًا محتملاً في الدفاع عن مصلحة القطاع. فعندما تعرّضتُ للإقصاء والطرد التعسفي من المجموعة الرسمية للجمعية، كنت أتوقع منه على الأقل أن يُبدي موقفًا، أن يتخذ خطوة واضحة للدفاع عن الحق أو على الأقل السؤال عمّا حدث. ولكن، ويا للأسف، آثر الصمت المطلق، وكأن الأمر لا يعنيه، أو كأنما كان هذا الإقصاء فرصة ينتظرها بصمت.
هذا الخذلان لم يكن مجرد صدمة شخصية، بل كان علامة على أزمة أكبر: كيف يمكن لشخص يُراد تقديمه كقائد أن يبدأ مسيرته بالصمت حيال الظلم، وأن يُظهر مثل هذا التجاهل لقيم الشفافية والمبادئ التي يُفترض أنه سيدافع عنها؟ إذا كان هذا هو شكل القيادة المنتظرة، فمن حق الجميع أن يتساءل: إلى أين نحن ذاهبون؟
واتساب: الميدان الأكثر خطورة
ما حدث في مجموعة واتساب الخاصة بالجمعية كان أكثر من مجرد "إدارة" لمجموعة. كانت هناك محاولات جدية لخلق حوار، لإشراك الأعضاء، ولتجاوز الصمت الذي أصبح اللغة الرسمية للجمعية الأم.
ولكن بمجرد أن قررتُ كسر هذا الصمت بمشاركة نشاط تنظمه جهة أخرى يُفترض أنها على خلاف مع الجمعية الأم، كانت النتيجة فورية: الطرد والإقصاء. وكأن المبدأ هنا هو: "من يختلف معنا، لا مكان له بيننا."
الطريف في الأمر أن نفس الجمعية التي وصفت تلك الجهة بأبشع الأوصاف، كانت حاضرة بجانبها في اجتماع رسمي مع إحدى المؤسسات، تتبادل معها الابتسامات وكأن شيئًا لم يكن. أهو نفاق أم دهاء؟ أم ربما مزيج غريب من الاثنين؟
فرع الدار البيضاء: الإرث المستمر
فرع الدار البيضاء لم يكن يومًا مجرد واجهة. لقد كنا دائمًا صوت العاملين في القطاع، حاولنا جاهدين تنظيم الحوار، خلق مساحة للتفاعل، والعمل بشفافية واحترام.
لكننا اليوم نجد أنفسنا أمام واقع عبثي. الجمعية الأم تُدار وكأنها مزرعة خاصة، تُوزّع فيها المناصب بالولاء وليس بالكفاءة، وتُقمع فيها الأصوات التي تجرؤ على انتقاد الوضع القائم.
الشرعية الحقيقية: صوت الحق لا يُقصى
رغم كل المحاولات لإقصائنا وإسكاتنا، يبقى فرع الدار البيضاء صوتًا شرعيًا وقويًا. الشرعية لا تأتي من تعيينات غامضة أو اجتماعات سرية، بل من العمل الميداني، من التواصل مع الأعضاء، ومن الالتزام بالمبادئ والقانون.
لقد كنا أول من فتح قنوات الحوار داخل القطاع، بينما كان الآخرون يختبئون خلف شعارات فارغة. كنا أول من طالب بالشفافية، بينما كانت القرارات تُطبخ في الظل.
رسالة إلى القطاع والمشهد العام
إلى العاملين في القطاع: لا تدعوا الصمت يهيمن. طالبوا بالوضوح والشفافية واحترام القانون. أنتم أصحاب المصلحة الحقيقية، وأنتم من يحق له تحديد الاتجاه.
إلى الجمعية الأم: الشرعية لا تُفرض، بل تُكتسب. وشرعيتكم اليوم على المحك.
بين استقلال وإقالة
أعضاء و منخرطي فرع الدار البيضاء/سطات، رغم الطرد والإقصاء، سيظلون حاضرين. نحن لا نحمل المناصب، بل نحمل رسالة. ومع كل ما حدث، ما زلنا نؤمن أن النضال من أجل مصلحة القطاع هو استقلالنا الحقيقي.
الجمعية الوطنية لفرقاء قطاع الدراجات النارية والعادية بالمغرب
فرع الدار البيضاء/سطات
المغرب
جميع الحقوق محفوظة. © 2024.

